كثيراً ما يتعرّض الطفل الى أشكال عديدة من السخرية والاستهزاء سواء من بعض أفراد العائلة، أو خلال التواجد في المدرسة أو أماكن اللعب، وإن تكرار هذه الحالة ينعكس مباشرة على الصحّة النفسيّة لطفلكِ ويؤدي الى معاناته من العديد المشاكل والإضطرابات التي قد ترافقه الى مراحل متقدّمة من حياته.
ما تأثير السخرية على نفسية الطفل؟
أولاً: الطفل بطبيعته كائن بريء يتصرّف بعفويّة وبشكل تلقائي، لذلك فهو لا يستحق أن يتعامل بأي نوع من السخرية، وهنا نشير الى أن هذه الطريقة قد تنعكس على تكوين شخصية الطفل، وتؤدي الى معاناته من الانطوائية ما يدفعه الى رفض التعامل مع الآخرين، فضلاً عن معاناته من الإحباط الدائم وفقدان الثقة بالنفس وبالآخرين.
ثانياً: إن هذا النوع من التعامل السلبي مع الطفل يوّلد نظرته السلبية لذاته، ما يدفعه بالتالي الى ملاحظة أمور ضعفه فقط، ويميل سلوكه بالتالي إلى التردد الدائم وإنعدام القدرة على المبادرة، بل مواجهة مختلف الامور بالانسحاب التام تجنباً للآخرين وإنتقاداتهم.
ثالثاً: إن السخرية من الطفل هي من الامور الخطيرة التي تدفع الطفل الى النظر الى محيطه بطريقة خاطئة مع إحساسه بالظلم والإجحاف، ولهذه الأسباب قد يميل صغيركِ إلى إتباع السلوكيات العدوانية نحو الآخرين والميل الى التخريب والبحث عن طرق للإنتقام كطريقة للتعبير عن مشاعره الداخلية والحالة النفسية التي يمرّ بها.
كيف تساعدين طفلك على مواجهة السخرية؟
قد يتعرّض طفلك الى السخرية في أيّ مكان، ولمساعدته على تخطّي هذه الحالة لا بدّ من إعتماد هذه الخطوات الفعّالة:
- من الضروري تشجيع الطفل على التحدّث عن الأمور التي تواجهه وإحرصي على عدم إصدار أي أحكام سريعة أمامه أو ترهبيه برد فعل عنيف.
- راقبي مشاعر طفلكِ وأي علامات تظهر عليه توحي بأنه يتعرّض للإساءة أو السخرية وقومي بالتدّخل في الحالات الضرورية.
- لا تشجعي طفلكِ على ثقافة العنف أو أن يلجأ الى ردّ السخرية والأذى بالطريقة نفسها.
- أرشدي طفلكِ أن أفضل طريقة للتعامل مع السخرية التي قد يتعرّض لها من زملائه، هي اللجوء إلى شخص بالغ لمساعدته على وقف هذه الحالة بعيداً عن العنف.